
كل الثائرين لهم رائحة اقرأها من بين الوف الاشكال و التطريز و الحروف ....
لا اعرف لماذا تداعب تلك الرائحة انفي عندما امتطي الرصيف ليأخذني حيثما شاء في ارجاء مدينتي الحزينة ... لربما بهرجة الاضاءة او مثلا لكوني الراجل الوحيد بدون مركبة ... او لعله العطر المنبعث من زوايا المقاهي ... كل تلك المعطيات تأخذني قصرا لاشتم رائحة الثائرين المندثرة مع وبال التاريخ..
تجتاحني تلك الشقية حتى اخر خلية في جسدي ... اتوقف قليلا لاضع انفي تحت ابطي لاغير ملامح السخط على جبهتي و لاشتم قليلا من العرق لعلها تغادرني تلك الرغبة بالثورية ..فيحضر جيفارا ليذكرني "يعرف الثائر من رائحته النتنه" ثم التفت في كل زاوية ليغيب ذلك الوجه ...من ذاكرتي, كل ما حولي فشل في اغلاق تلك الرغبة الجنونية
...
اعود ادراجي لعل غرفتي الوحيدة التي تقفل تلك الرغبة ... لاجد كل مقتنياتها تصطف كجمع القيامة و تنشد بصوت "الثورة مهد الاحرار" ...
كم هي همجية .. فلا شيء يهزمها .. اركن قليلا لعل صوت فيروز يذكرني في العشق مثلا! فتلكمني بصوتها "سنرجع يوما" اي رجوع يا فيروز ... و لا رصيف من المحيط الى الخليج يذكرني بوطني؟
اهرب الى التلفاز لعله منفذ الى حيث لا رغبة مجنونة لاقلب من محطة الى اخرى ... كل ما في تلك النافذة يفوح بالرائحة حتى "توم و جيري" يذكرني بالقوة و الضعف و تلك المصطلحات غنية بالرائحة المجنونة التي تتشابك مكونة سلسلة لا تنتهي من انشودة عنوانها " لا مناص .. بلطة الجزار لا يذبحها قطر الندى "
لم تكتمل
يشرفني أن أكون أول من يكتب تعليقاً على مدونتك
ردحذفأحببت عنوان مدونتك
وأحببت تعريفك لنفسك
وأحببت الثائر المسجون في كلماتك
و يسعدني كذلك حضورك ... لكلماتك وقعا احببته
ردحذفمرة اخرى ... يشرفني ان تكون اول المعلقين
:)
تبدأ اللغة بحرف فكلمة فتشبيه أو مجاز و تتوسع كبقع ضوء تجتاح العتمة، كقافلة أصدقاء أو عشبا همجيا في حقل، و مهما تكن هي دوما حيّز حريّة و جسر عبور. هذه الرائحة تتسلل الينا و تترك بنا نفسك الثائر و هذه وديعتنا بين يديك، نحن الذين نخط أولى خطى القافلة: بمساحة لا تتجاوز أحرف اللغة العربية، املأ المكان بحضورك، و ابق ثائرا حتى النصر أو الثأر
ردحذفبالتوفيق طارق
اشكر مرورك عبر الحروف صديقتي...
ردحذفو اتمنى ان تحتوي تلك المساحات عيون الثائرين ...
مرورك كالنسيم